قصة تكوين

تكوين أول مركز فلسطيني مختص بالعناية الدماغية والنفسية للأطفال. يقع في مدينة رام الله و يستقبل الأطفال الذين يعانون من امراض دماغية مثل الصرع و الشلل الدماغي و الاضطرابات السلوكية مثل التوحد و فرط الحركة و قلة الانتباه، ليقدم لهم ولأسرهم خدمات متخصصة ونوعية، بأسلوب ممنهج ومتكامل يشمل التشخيص والعلاج والتأهيل بمختلف أنواعه من خلال خطة علاجية خاصة بكل طفل. .

تأسس المركز على يد أخصائية طب أعصاب الأطفال د. رند عسقلان الحاصلة على شهادة دكتوراه في علم الأعصاب من جامعة كامبريدج البريطانية و شهادة طب أعصاب الأطفال من جامعة تورونتو – كندا والتي تشغل حالياً منصب مديرته التنفيذية. وعن سبب تأسيس المركز تقول عسقلان: بالرغم من وجودي في بلاد الاغتراب لسنوات طويلة الا انني لم انقطع عن فلتسطيننا الحبيبة فكنت آتي الى فلسطين مرة او مرتين كل عام لأعمل تطوعا في مجال تخصصي. خلال هذه الزيارات المتكررة لمست مدى ضعف وقلة الخدمات المتوفرة لمرضاي الصغار في فلسطين بالمقارنة بالخدمات المتوفرة لمرضاي في كندا وكان ذلك يزعجني جدا فقررت العمل على تأسيس مركز تكوين في فلسطين".

يعتبر مركز تكوين مختصاً لعدة أسباب أهمها فريقه المؤهل ليغطي جميع احتياجات الأطفال وعائلاتهم. فبالإضافة إلى د. رند عسقلان فإن مركز تكوين يجمع فريقاً من الخبراء المتخصصين الذين تم تدريبهم محلياً ودولياً. فريق المركز يتألف من اخصائيين في طب أعصاب للأطفال، علم نفس السريري، تحليل السلوك التطبيقي وتطور الطفل، البصريات والتأهيل بصري. كما يضم الطاقم أخصائي التعليم الخاص، العلاج الوظيفي، وعلاج النطق والسمع، العلاج الطبيعي و المائي،  العلاج بالموسيقى و الدعم الاسري. من المهم الإشارة إلى أن هدف مركز تكوين لا ينحصر فقط بتمكين أطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة للانخراط في المجتمع، بل أيضاً بكيفية جعل مجتمعنا جزءاً من العالم نفسه الذي يراه أطفالنا -  فهم لهم عالمهم الخاص، وعلينا نحن المسؤولية الأكبر أن نسعى لنكون جزءاً منه.".

أما مبنى مركز تكوين فقد صمم ليخلق بيئة مبهجة ومحفزة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي ذات السياق تقول عسقلان:  "أردت ان اجعل من تكوين مكاناً محبباً لدى مرضانا الصغار فكثير من الأبحاث اثبتت أهمية المؤثرات الخارجية المحيطة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تؤثر على مشاعرهم تجاه المكان والأشخاص فهم بحاجة بشكل دائم لحاضنة تخلق بيئة مريحة لهم وتؤثر بهم بشكل إيجابي ليشعروا بالأمان والراحة فيزيد تفاعلهم وتجاوبهم مع المعالجين وبرنامجهم العلاجي. وبالتالي عملت جاهدة في مرحلة تصميم المبنى على أخذ بعين الاعتبار أدق التفاصيل، ابتداء من التوزيع الداخلي لأقسام المركز، والألوان والأثاث والألعاب المنتقاة للأطفال.  هدفي ان اجعل من تكوين واحة امل لمهنيين شغوفين بعملهم، لعائلات متفانية في رعاية أطفالهم ولمجتمع ملتزم بالمساعدة على منح كل طفل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة حياة ومستقبل أفضل".